عادةً ما تكون محاضر اجتماع لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة هي الحدث الأبرز في الأسبوع. لكن من غير المرجح أن يتجاهل السوق هذه المحاضر عندما تصدر يوم الأربعاء، حيث يركز على مسألة أكثر إلحاحًا: ندوة الاحتياطي الفيدرالي في ندوة جاكسون هول، وايومنغ. ومع ذلك، لا يعني ذلك أنه لن تكون هناك مفاجآت.
فمنذ بداية أغسطس، مرت الأسواق بتقلبات كبيرة بعدما صدمت أرقام الوظائف غير الزراعية المخيبة لآمال السوق. أدرك المستثمرون فجأة أن هناك مجموعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية التي لم تكن جيدة كما كان يُعتقد في البداية. ومنذ ذلك الحين، أصبحوا أكثر اطمئنانًا. ولكن الكثير من الانتعاش الأخير في السوق يعتمد على تغيير كبير في التوقعات تجاه الاحتياطي الفيدرالي.
لماذا كل هذا القلق؟
على مدار الأشهر الماضية، شعر العديد من الاقتصاديين والمحللين بالقلق من أن الاحتياطي الفيدرالي قد ينتظر طويلاً قبل أن يبدأ في تخفيف سياسته النقدية. من أبرز هؤلاء هو الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورغان تشيس، جيمي ديمون، الذي أعرب عن هذا القلق قبل عام. يكتسب ديمون اهتمامًا إضافيًا لكونه رئيس أكبر بنك في العالم. وعندما صدرت بيانات الوظائف غير الزراعية السيئة مباشرة بعد رفض الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة، انتشرت هذه الرواية كالنار في الهشيم، مما أضر بالأسواق.
ويعترف الاحتياطي الفيدرالي بأن سياسته النقدية الحالية “مقيدة”. وهذا يعني أن معدلات الفائدة المرتفعة تُعتبر وسيلة لإبطاء الاقتصاد، لكنها ضرورية لخفض التضخم. هذا إجراء طبيعي من قبل البنك المركزي، لذلك لا يُعد مقلقًا بحد ذاته. لكن إبقاء أسعار الفائدة في نطاق مقيد يمكن أن يبطئ الاقتصاد أكثر من اللازم، وقد يؤدي ذلك إلى الدخول في حالة ركود. في الوقت الحالي، يبدو أن السوق قد اتفق على أن أسوأ السيناريوهات غير مرجح، لكن هذا يعود إلى التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس بحلول نهاية العام.
هل الإفراط في الشيء الجيد ضار؟
فيما لم يغير الاحتياطي الفيدرالي توقعاته في “مصفوفة النقاط” التي تظهر وجود خفض واحد فقط لسعر الفائدة هذا العام. لكي يتماشى باول مع توقعات السوق عندما يلقي خطابه المهم يوم الجمعة، سيتعين عليه الإشارة إلى تغيير كبير في موقف الاحتياطي الفيدرالي. ما لم يكن هناك نوع من التخفيف الكبير في موقف الاحتياطي الفيدرالي يظهر في محاضر اجتماع لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة، فإن حدوث تغيير كبير يبدو غير مرجح.
سيكون الانتقال من “نعتقد أننا سنبقي الأمور على حالها لفترة” إلى “نعتقد أنه قد حان الوقت لخفض الفائدة” تغييرًا كبيرًا بالنسبة للاحتياطي الفيدرالي، لكن هذا لا يعني نوع التخفيضات الضخمة التي يسعرها السوق. بل يعني أن هناك خطرًا كبيرًا من حدوث “تصحيح” في السوق على غرار ما حدث في الأوقات السابقة من هذا العام عندما توقع السوق تخفيضات أكثر بكثير مما كان الاحتياطي الفيدرالي سيقدمه بالفعل. ومن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى تقوية الدولار مقارنة بأقرانه، وخاصة اليورو.
كان زوج اليورو/دولار يرتفع في الغالب لأن البنك المركزي الأوروبي بدأ بالفعل في خفض الفائدة، وتعتقد الأسواق أنه لم يتبق سوى خفضين آخرين للعملة المشتركة هذا العام. وهذا يُعد نصف ما هو متوقع حاليًا بالنسبة للدولار الأمريكي. ولكن إذا فسرت السوق تعليقات باول على أنها أقل ميلًا نحو التيسير النقدي، وعادت إلى تسعير خفض فائدة واحد فقط لكل اجتماع لبقية العام، فقد يكتسب الدولار بعض القوة. وقد يؤدي ذلك إلى تراجع الزوج وإنهاء اتجاهه الصاعد الأخير.
التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الانجليزية
هل تود الاستفادة من آراء الخبراء في التداول؟ قم بفتح حسابك الآن |
