أسباب ارتفاع الذهب إلى 2500 دولار بحسب المصادر العالمية

يبدو أنه يوم جديد ومستوى قياسي آخر يسجله الذهب، حيث وصلت أسعاره إلى عتبة جديدة بعد ارتفاع الذهب إلى 2500 دولار. وقد كان عامًا لا يُنسى، حيث قفزت قيمة الذهب بأكثر من 20% حتى الآن في عام 2024.

ويتوقع المحللون المزيد من الارتفاعات حيث يزدهر المعدن الأصفر في أوقات انعدام اليقين، مما يؤكد جاذبيته كأصل ملاذ آمن. ومع التوترات في الشرق الأوسط التي تعد عاملًا رئيسيًا في هذه الزيادة، فإن أي فرصة للتراجع تبدو غير مرجحة.

أما بالنسبة للدولار الأمريكي، فقد أدت العلاقة العكسية بين الذهب والدولار إلى انخفاض مؤشر الدولار إلى مستوى جديد، حيث كسر حاجز 102.00 لأول مرة منذ يناير.

خلال ذروة جائحة كورونا، كان الدولار يرتفع بقوة أمام منافسيه الرئيسيين مع رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بقوة. ولكن يا له من فرق تصنعه سنة واحدة، فمع مرور جائحة كوفيد الآن، تتزايد التكهنات حول متى سيبدأ الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة.

من المحتمل أن يدفع الاحتياطي الفيدرالي الذهب إلى مستويات أعلى، كما شهدنا مؤخرًا ارتفاعًا في الأسعار بناءً على التكهنات وحدها بأن خفض سعر الفائدة بات وشيكًا.

الارتفاع الأخير في أسعار تداول الذهب يدفع مؤشر الدولار للانخفاض بأكثر من 4 دولار.

هل سيخفض الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة بقوة؟

مع انتشار الشائعات، ثمة إشارة إلى أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض بمعدل ضئيل خلال اجتماعه القادم. لكن مع اقترابنا من الإشارة القادمة، يتوقع العديد من الاقتصاديين أن يكون هناك خفض بمقدار 50 أو حتى 100 نقطة أساس بحلول نهاية العام.

فيما من المرجح أن يشهد التحرك الأول خفضًا بمقدار 25 نقطة، حيث أن أي خفض أكبر من ذلك قد يؤدي إلى إثارة قلق الأسواق، وهو ما سيحاول الاحتياطي الفيدرالي تجنبه.

لقد ثبت الاحتياطي الفيدرالي على موقفه بعدم التصرف بسرعة كبيرة، على عكس البنوك المركزية الأخرى، حيث ينتظر الحصول على بيانات واضحة ومحددة من الاقتصاد. في ظل تراجع التضخم وتلاشي مخاوف الركود وأرقام مطالبات البطالة المشجعة، يبدو أن الوقت مناسب لتحرك الاحتياطي الفيدرالي.

مع اقتراب انعقاد ندوة جاكسون هول، يتوقع أن يقدم جيروم باول توقعاته الاقتصادية وإشارات أكثر حول الخطوة القادمة للاحتياطي الفيدرالي، مما قد يدفع الذهب إلى الارتفاع. تسجيل الأسعار مستويات قياسية جديدة يشير إلى أن شراء الذهب لم يعد محصورًا بالمتداولين فقط.

الذهب يسجل ارتفاعات قياسية وسط الجائحة والتوترات الجيوسياسية ودعم الاحتياطي الفيدرالي للأسعار.

البنوك المركزية تدفع الأسعار

تتجه البنوك المركزية مثل الصين والهند بشكل متزايد إلى الذهب لتنويع محافظها مع تراجع الاعتماد على الدولار، مما يعد سببًا آخر للارتفاع. ويعتبر الذهب أصلًا مستقرًا للبنوك المركزية ويوفر شبكة أمان خلال فترات التقلبات واضطرابات السوق.

كما يساعد إدماج الذهب إلى جانب العملات الأجنبية والأصول الأخرى في التخفيف من حدة المخاطر المرتبطة بعدم الاستقرار الجيوسياسي، وهو ما شهدناه منذ الصراع بين أوكرانيا وروسيا. إذاً، إلى أين يتجه تداول الذهب بعد ذلك؟ يبدو أنه لا حدود لصعوده!

هل سيتجه الذهب إلى 3000 دولار؟

يتساءل العديد من المتداولين متى ستنفجر الفقاعة؟ هل يمكن للأسعار حقًا أن تستمر في الارتفاع؟ حسنًا، ليس هناك سبب يمنع الذهب من الوصول إلى علامة 3000 دولار في وقت مبكر من العام المقبل إذا استمر انعدم اليقين الجيوسياسي واستمر الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة.

هل سيصل إلى هذا المستوى بحلول نهاية هذا العام؟ في الواقع، يبدو هذا التوقع متفائلًا جدًا، حيث أن ذلك يتطلب ارتفاعًا بنسبة 25% من المستوى السعري الحالي.

ومع ذلك، مع استمرار التوترات الجيوسياسية وعدم ظهور أي بوادر لانحسارها قريبًا، ومع تعرض الاحتياطي الفيدرالي لضغوط كبيرة لبدء خفض الفائدة، هناك توقع بأن الارتفاع لم ينتهِ بعد.

كما أنه في أي سوق، يجعل تسجيل مستويات قياسية جديدة بشكل متكرر متداولي الفوركس والذهب يعتقدون أن هناك تصحيحًا قادمًا بسبب زيادة التمركز. قد يكون أيضًا أن الارتفاع بدأ للتو.

كذلك عادةً ما يجذب أي نشاط مكثف في الأسواق العديد من المستثمرين الجدد، حيث يجذب المشترون مزيدًا من المشترين. لكن هل يمكننا توقع استمرار ذلك؟ قد يبدو سعر 3000 دولار للأوقية أمرًا غير معقول، لكنه قد يكون ممكنًا العام المقبل. بالطبع، لا يمكن ضمان ذلك، لأن ظروف السوق تتغير باستمرار.

ومع ذلك، إذا كنت تتداول الذهب كعقد مقابل الفروقات (CFD)، تأكد من تنويع محفظتك بشكل كافٍ لتشمل أدوات أخرى بالإضافة إلى معادن ثمينة أخرى، حتى إذا حدث تراجع في السوق، يتم حماية رأس مالك. ارتفاع الذهب إلى 2500 دولار يشير إلى إمكانية مزيد من الارتفاعات المستقبلية.

ابدأ بتداول الذهب الآن بأفضل الفروقات السعرية