مكتبة التداول

هل حان الوقت لصعود الذهب؟

0 16

ارتفع الذهب الأسبوع الماضي بعد صدور بيانات أمريكية ضعيفة، فيما لم يرتفع الذهب وحده، بل صعد مجمع المعادن الأساسية بالكامل بما في ذلك كل من الفضة والبلاتين. ويعزى هذا جزئياً إلى ضعف الدولار تحسبا لأرقام الوظائف في نهاية الأسبوع الماضي ومن ثم حصولهم على دفعة إضافية بعد بيانات الوظائف غير الزراعية الأضعف من المتوقع. 

يأتي ضعف الدولار بطبيعة الحال بسبب العوامل الأساسية، فيما لا يمكننا تجاهل ظاهرة فنية معينة حدثت الأسبوع الماضي أيضًا. فمع اقتراب نهاية شهر يونيو، ارتفعت عوائد السندات مع انتهاء صلاحية مجموعة من عقود الخيارات بنهاية الربع. ويعني انخفاض العوائد اللاحق عودة أسواق السندات إلى وضعها الطبيعي، وتترجم تلك العوائد المنخفضة على السندات إلى ارتفاعا للذهب. 

ما هي المحركات الأخرى التي تقود السوق؟

لم تشهد المعادن الثمينة تحسنا وحسب، بل ارتفعت السلع بشكل عام أيضًا. ولعبت الظروف المناخية دوراً في هذا، حيث ساهم الإعصار القوي والمفاجئ لهذا الموسم الذي ضرب تكساس في النفور من المخاطرة. بالإضافة إلى ذلك، أدت درجات الحرارة المرتفعة القياسية في المناطق الغنية بالموارد إلى إبطاء الإنتاج. وأصبح الجفاف مصدر قلق كبير بالنسبة لمنتجي المعادن الذين يحتاجون إلى الكثير من المياه لاستخراج الخامات. وقد ينطبق هذا بشكل خاص على الذهب، الذي توجد منه تركيزات منخفضة في الأرض. 

في الوقت نفسه، لن يتغير الطلب، بل يبدو أنه يتزايد. فقد شهد الربع الأول مشتريات قياسية للذهب بين صغار المستثمرين، كما استمرت البنوك المركزية في شراء المعدن الأصفر بمعدل أعلى بكثير من متوسط السنوات السابقة. ويتشكل الربع الثاني على ما يبدو ليكون بنفس القدر من الطلب القوي. وفي الوقت نفسه، جذب السعر المرتفع المزيد من إعادة تدوير الذهب، مما يعني أن المخزونات تتناقص. 

مشكلة الإنفاق

ومن المثير للاهتمام هو تدفق الأموال خارج صناديق الذهب الفوري المتداولة في البورصة، ولكنها تعوضها مشتريات المستثمرين من الذهب المادي. ويشير ذلك إلى قلق الأسواق بشأن المخاطر الجيوسياسية، كما يتضح من عمليات الشراء الكبيرة للمعادن النفيسة من قبل المؤسسات. حتى الآن، تمكن العرض من مواكبة الطلب، ولكن لا يوجد أي منشآت إنتاج ذهب رئيسية جديدة يتوقع دخولها الخدمة في المستقبل القريب. قد يستغرق الأمر سنوات حتى يدفع ارتفاع سعر الذهب عمال المناجم إلى مزيد من الاستكشاف وزيادة العرض. 

كذلك يتوقع المحللون ارتفاع الذهب مع استمرار ارتفاع الإنفاق الحكومي في جميع أنحاء العالم ما سينتج عنه البقاء على معدل التضخم مرتفعًا. وقد تم طرح أهداف سعرية تصل إلى 2700 دولار للأوقية بحلول العام المقبل. وقد أدى فوز اليسار في الانتخابات الأخيرة في المملكة المتحدة وفرنسا بوعد بزيادة الإنفاق الحكومي والوصول إلى حد سقف الدين إلى إحياء مخاوف التضخم. 

ولكن معدلات الفائدة منخفضة؟

من المرجح أن يعمل المستثمرون على إبقاء سعر الذهب مرتفعًا إذا كانوا يشعرون بالقلق حيال التضخم. إذ يعني التضخم المرتفع أن البنوك المركزية قد تبقي أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، وهو ما قد يبقي على نشاط الاقتصادات المعنية. ومع ذلك، لا يمكن مواجهة التضخم المرتفع الناجم عن الإنفاق الحكومي المفرط بالسياسة النقدية دون انهيار الاقتصاد – وهو ما يعتبر أيضًا إيجابيا للذهب. 

بينما يبدو أن مسار ارتفاع الذهب يتضح، فإن العقبات أمام الانخفاض تبدو آخذة في الازدياد. سيتطلب الأمر اقتصادًا متناميًا مع تضخم محدود فضلاً عن انحسار التوترات الجيوسياسية، وهو أمر يصعب تحقيقه في هذه المرحلة.

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الانجليزية

ابدأ بتداول الذهب الآن بأفضل الفروقات السعرية

Leave A Reply

Your email address will not be published.