الذهب الأسود يحقق أهدافنا، والأحداث الجيوسياسية تعزز المكاسب
ارتفعت أسعار النفط الخام نحو أعلى مستوياتها في 2019، وهذا مع تخطي النفط الخام مستوى 63 دولار للبرميل نحو أعلى مستوياته في 5 أشهر محققاً مكاسب بمقدار تجاوز 2.7% الأسبوع الماضي. فيما ارتفع نفط برنت بنسبة تجاوزت 2.4% الأسبوع الماضي مستمراً نحو 70.86 دولار للبرميل خلال جلسات اليوم، وهو أعلى مستوى منذ 12 نوفمبر.
افتح حسابك مع أوربكس الآن واختبر استراتيجيتك حول أسعار النفط! |
حافظ النفط على مكاسبه كما توقعنا منذ بداية فبراير الماضي بعد أن وضحنا هذا في مقالتنا (النفط الخام يحقق أعلى مستوى في 2019، فهل يمدد من مكاسبه؟) حيث قلصت “أوبك” وحلفاؤها الإنتاج بينما تضغط الأزمات الاقتصادية والسياسية على الإمدادات من الدول الأعضاء بظل العقوبات الأمريكية على فنزويلا وإيران.
أيضاً ارتفعت الأسعار إلى أعلى مستوياتها بعد التوترات في ليبيا مما عزز المخاوف بشأن العرض، واستمرت أسعار النفط الخام في الارتفاع بعد أقوى ربع لها منذ ما يقرب من عقد من الزمان. تأتي تلك المخاوف بعد أن تصاعد النزاع في ليبيا، وهذا على الرغم من ارتفاع الإنتاج الليبي الذي ضخ 1.1 مليون برميل من الخام يومياً في الشهر الماضي.
بينما بعد نزاع الفصائل السياسية والنزاع المسلح لم يُظهر القتال على مشارف طرابلس أي علامات على التراجع رغم نداءات التهدئة من جانب القوى العالمية والأمم المتحدة، وقد يخاطر ذلك بإحداث نقص في الإمدادات هذا الشهر.
بشكل عام،
ارتفع النفط بأكثر من 30% هذا العام حيث يبدو أن خفض الإنتاج الذي تقوده السعودية في منظمة “أوبك” وشركائها أيضاً إلى جانب المخاوف المتراجعة بشأن توقعات النمو الاقتصادي العالمي يخفف من مخاوف المستثمرين، وارتفع النفط الخام إلى أعلى مستوى له هذا العام بعد انخفاض إضافي في المعروض من أوبك مما يدل على أن الأسواق العالمية تضيق.
كما لا تزال مكاسب النفط معتدلة بسبب الطفرة المستمرة في الإمداد من صناعة الصخر الزيتي في الولايات المتحدة، وهذا على الرغم من ارتفاع الحفارات الأمريكية بنسبة 15 إلى 831 في أول زيادة منذ منتصف فبراير وفقاً لبيانات من مزود خدمات حقول النفط “بيكر هيوز”.
فيما يراقب المستثمرون بيانات المخزونات الأمريكية يوم الأربعاء إذا تم تأكيد ارتفاع آخر، وبهذا ستكون هذه هي الزيادة الثانية على التوالي وتحدي الافتراضات بأن الإمدادات قد تتراجع.
النظرة الفنية
استمرت أسعار النفط الخام في الارتفاع وفي تحقيق أهدافنا الفنية التي توقعناها منذ بداية فبراير. حيث توقعنا استمرار المكاسب بأسعار النفط الخام بالنصف الأول كما وضحنا في مقالتنا المشار إليها بالأعلى مع تكوين نموذج فني هام يعرف باسم “الرأس والكتفين” المنعكس.
وفي مقالتنا الفصلية (“التقرير الفصلي”: النفط يستمر في رالي الصعود مع تخفيضات أوبك) لتوقعاتنا لأسعار النفط، نجح بالفعل بالتداول أعلى مستوى متوسط متحرك 200 يوم التي كانت توافق سعر 62.10 تقريباً في منتصف مارس.
ووضحنا مع استمرار الأسعار بالتداول أعلى هذا المستوى يعزز من مكاسب النفط الخام لاستهداف المقاومة الثالثة عند 63.80، والذي حققها بالفعل بجلسات اليوم. أما في حالة اختراقها والحفاظ على إغلاق أسبوعي أعلاها، قد يعزز من الأسعار لاستهداف مستوى المقاومة المقبلة على المدى المتوسط عند 66.30.
بشكل عام، النفط في اتجاه صاعد على المدى الطويل، ولكن في حالة فقدان الزخم لأسعار النفط الخام والعودة لبعض التصحيح، قد يواجه مستوى دعم عند 61.60 متوسط متحرك 200 يوم حالياً، وفي حالة التداول ما دون هذا المستوى قد يواجه مستوى الدعم الثاني عند 59.70. بينما مستوى الدعم الهام للمدى الطويل نحو الاتجاه الصاعد لأسعار النفط سيكون عند مستوى 57.50.