مكتبة التداول

هل أصبحت الأسواق الصينية عائق أمام قوة الدولار الأسترالي؟

0 211

أصبح الدولار الأسترالي في ورطة حيث لا يمكن أن يرتفع عندما ترتفع أسوق الأسهم الصينية! وهذا بعد فك الارتباط منذ بداية فبراير. مع العلم أن الصين هي أكبر مستهلك للسلع في العالم في حين يعتمد الاقتصاد الأسترالي على السلع الأساسية التي ترسل أكثر من 35٪ من صادراتها إلى الصين، وهي أكبر شريك تجاري لأستراليا.

ويعتبر الدولار الأسترالي رابع أغلى عملة في العالم وفقاً لمقاييس تعادل القوة الشرائية لدى صندوق النقد الدولي.

أما الآن، فإن الخلفية الأساسية تتحول إلى تحدٍ أكبر حيث يتدهور عجز الحساب الجاري الأسترالي مرة أخرى، وأصبحت البيانات الصينية تتفوق على البيانات الأسترالية المحلية عندما يتعلق الأمر بتشكيل وجهة نظر حول الدولار والاقتصاد الأسترالي.

وعلى أثره فقد كان الدولار الأسترالي صاحب أسوأ أداء للعملات مقابل الدولار الأمريكي في مجموعة العشرة في فبراير.

الدولار الأسترالي الأسوأ مقابل الدولار الأمريكي في فبراير مع تراجع بنسبة أكثر من 1.5%

فإن التغيير المقلق بديناميكيات الارتباط في الوقت الذي تتحسن فيه أسواق الأسهم الصينية وارتفاع اليوان الصيني كان لا بد أن يرتفع الدولار الأسترالي، ولكن معاناة الدولار الأسترالي في هذا الوقت يعود لأن العملة في موقع ضعيف، بشكل خاص على المستوى المحلي.

وتسعر الأسواق حالياً احتمالية خطيرة لخفض سعر الفائدة في 2019 بعد أن تخلى البنك الاحتياطي الأسترالي عن تحيزه الشديد وسط مخاوف من أن يصبح انكماش سوق الإسكان قوياً بما يكفي لإحداث ضرر اقتصادي واسع النطاق، وهذا ما أوضحناه في مقالتنا السابقة (هل يستمر تراجع الدولار الأسترالي بعد تأكيد مخاوف الاحتياطي الأسترالي؟).

الدولار الأسترالي ما زال لا يستطيع العودة للارتباط مع الأسواق الصينية منذ بداية فبراير كما موضح مقارنة مؤشر “سي أس آي 300” الصيني

ففي جلسات اليوم الخميس ارتفع الدولار الأسترالي بعض الشيء بعد أن أتت بيانات الاستثمار الخاص في الربع الأخير من عام 2018 على نحو أقوى، متحدية التوترات التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين، وتراجع أسعار الأسهم في نهاية العام.

حيث ارتفع الإنفاق الرأسمالي بنسبة 2.0٪ على أساس ربع سنوي، وهو أعلى من توقعات السوق بنسبة 0.8% وأيضاً أعلى من تقدير الربع الثالث بنسبة 0.0٪.

لكن هذا ليس صورة أساسية حيث لا تزال أحدث التوقعات تشير إلى تباطؤ في النفقات الرأسمالية خارج التعدين، ونظراً لاتجاه الشركات إلى مراجعة خططها الصعودية على مدار العام فأن الشركات الأسترالية قد خفضت خططها الاستثمارية لفترة 12 شهراً حتى يونيو من العام المقبل.

مما تضيف خطط الاستثمار الضعيفة من قبل الشركات الأسترالية إلى مزيج من الإشارات التي تشير إلى زيادة الضغط على البنك الاحتياطي الأسترالي لتخفيف السياسة النقدية.

فيما قلص الدولار الأسترالي معظم تقدمه في وقت مبكر بعد أن انخفض مؤشر مديري المشتريات الصناعي الصيني بشكل أعمق مما يؤكد المخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي العالمي.

بشكل عام، إن النظرة الداخلية حتى ولو كانت غامضة في الوقت الراهن لا يمكن أن تبقى إيجابية بأي حال لفترة طويلة إذا ما كان الاقتصاد الصيني يكافح، وفي آخر أحداث الحرب التجارية، اتخذ الممثل التجاري الأمريكي “روبرت لايتايزر” نبرة حذرة أكثر بشأن محادثات التجارة مع الصين يوم الأربعاء، وقال للمشرعين أن هناك الكثير من العمل يتعين القيام به قبل أن تصل الإدارة الأمريكية إلى اتفاق تجارى مع المسؤولين في بكين.

النظرة الفنية

ما زال يتداول الدولار الأسترالي قرب متوسط متحرك 55 يوم عند 0.7134 في محاولة لتحقيق مكاسب، ولكن ما زال يتداول ضمن القناة الصاعدة على المدى القصير.

حيث مع حفاظ زوج الدولار الأسترالي مقابل الأمريكي على تداولاته أعلى مستوى الدعم 0.7085 تبقى فرص الصعود قائمة ليواجه مستوى المقاومة الأولية عند متوسط متحرك 200 يوم عند 0.7255، والتي باختراقها والحفاظ على الأسعار أعلاها قد يستهدف السعر قمة القناة الصاعدة على المدى القصير عن 0.7335.

الدولار الأسترالي يشهد ضغوطات تراجعية مقابل الدولار الأمريكي بنهاية جلسات فبراي

بينما يواجه الزوج حالياً مناطق دعم أولية 0.7110 وباختراقها قد يواجه مستوى الدعم الثاني للقناة الصاعدة على المدى القصير عند 0.7085. أما في حالة إغلاق يومي ما دون هذا المستوى سيواجه الدولار الأسترالي الضغط لاستهداف 0.6994 أدنى سعر في 4 يناير.

Leave A Reply

Your email address will not be published.