مكتبة التداول

ما بعد الانتخابات

0 298

كانت الاسواق العالمية ترتفع بشكل ملحوظ قبيل بداية الانتخابات الامريكية, وذلك على اثر ارتفاع الآمال بأن المرشحة الديموقراطية هيلاري كلنتون ستكون الرابحة في الانتخابات. لكن هذه الآمال في الاسواق كانت مبنية على توقعات وعلى استطلاعات الرأي والتي تم اثبات خسارتها وانها عديمة الجدوى من جديد وذلك منذ بداية العام الى الان في العديد من الاثحداث التاريخية مثل خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي, والان هذه الاستطلاعات كانت خاطئة بما يخص الانتخابات الامريكية وبفارق كبير جدا. ماذا بعد؟

درس قاسي ومهم

احد اهم الدروس التي يجب على الجميع تعلمها من العام الجاري, وليس فقط مما حصل في الولايات المتحدة الامريكية خلال الانتخابات هو عدم الاعتقاد ان هناك شيء مصمون حتى لو كانت استطلاعات الرأي عند 100%. لا يجب ان تكون متأكد من شيء غير موجود على الارض, جيب دائماً ان نبقي هامشاً كبيراً للخطأ اكثر من التوقعات التي نريدها, وذلك سواء كان على مستوى الاحداث السياسية او الاقتصادية ايضاً. كل شيء قد يتغير بفترة قصيرة جداً.

لماذا انخفضت الاسواق العالمية؟

السيد دونالد ترامب يعتبر شخصية فريدة من نوعها, لم يكن رجل دولة او حتى رجل سياسة او اقتصاد في الدولة الامريكية او غيرها, هو رجل اعمال فقط. خلال حملته الانتخابية, وعد كل الداعمين له من الشعب انه سيتخذ العديد من الاجراءات ضد كل القوانين والقرارات التي اتخذها الرئيس الحالي باراك اوباما كبرنامج الرعاية الصحية الذي ذكر دونالد ترامب انه سيلغيه فور وصوله الى الحكم, حيث ان برنامج الرعاية الصحية الامريكي يعتبر احد اسباب استمرار معدلات النمو الامريكية فوق مستويات الصفر. بياناته قبل الانتخابات تشير الى انه سيكون ضد العديد من الدول وانه سيقوم باعادة التفاوض مع العديد من الدول حول الاتفاقات التجارية, خصوصاً مع الصين. هذه الوعود لا تصب في مصلة وول ستريت او الاقتصاد الامريكي او حتى الاقتصاد العالمي. وهو ما ادى الى ذها المتداولين ولامستثمرين نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب والسندات, بينما انخفضت اسعار اسواق الاسهم والنفط حوال العالم.

لماذا عادت الاسواق الى الارتفاع

نعتقد انه كان من السهل فهم اسباب انخفاض الاسواق العالمية. لكن قد يكون من الصعب او المعقد تفسير ارتفاع الاسواق من جديد الى مستويات لم تكن عليها قبيل الانتخابات حتى. لماذا؟ لأن الارتفاع ايضاً يعتبر مفاجأة كبيرة. لماذا تنخفض الاسواق العالمية على اثر مخاوف وصول ترمب الى البيت الابيض وتعود للارتفاع من جديد الى مستويات جديدة وقرب مستويات تاريخية على الرغم من ان ترامب بالفعل اصبح رئيس الولايات المتحدة الامريكية؟ قد يكون المكتوب غريباً؟ صحيح. على الرغم من ذلك, إلا ان هناك سببين لارتفاع الاسواق العالمية:

  • الأول: دونالد ترامب
  • الثاني: البنوك المركزية

دونالد ترامب: نعم صحيح, احد الاسباب التي ادت الى عودة ارتفاع الاسواق من جديد هو نفس السبب الذي ادى الى انخفاضها وهو دونالد ترامب. لماذا؟ لأن من تابع خطاب النصر لدونالد ترامب يعلم علم اليقين لن لهذا الرجل اشخاص يعملون بالخلفية لكنهم اذكياء جداً. حديث ترامب يوم امس لم يكون عنصري بتاتاً, بل على عكس كل التوقعات, كان خطابه موجهاً الى مل الشعب الامريكي, وكان خطاباً ايجابياً ويعطي اشارات متفائلة للمستقبل وهو ما يعتبر تغيير جذري في حديثه بالمقارنة مع التصريحات السابقة والتي كانت تهدد وول ستريت وتهدد السياسيين وتهدد البنوك ومدراء البنوك, والوافدين الى الولايات المتحدة الامريكية وتقريباً هدد الجميع. هذا التغير الجذري في الخطاب السياسي اعطة اشارة ايجابية للاسواق, ومن الممكن ان نقول ان الاسواق حصلت على بعض الطمأنينة من ناحيته بعد الانتخابات, كما ان الاسواق تعلم ايضاً انه ترامب لا يحكم بشكل كامل او مطلق اي ان هناك بعض القرارات تتخذ من مؤسسات الدولة السيادية كما ان هناك بعض القرارات التي قد لا يستهطيع اتخاذها لان لها تأثير كبير جداً على الاقتصاد العالمي (سلبي)

البنوك المركزية: هناك العديد من الاشارات الواضحة بأن البنوك المركزية حول العالم قد قامت بالتدخل في الاسواق بعد الانخفاض الحاد الذي شهدته الاسواق بمجرد الاعلان عن نجاح دونالد ترامب في الانتخابات. ارتفعت السيولة بشكل كبير بمجرد افتتاح الاسواق الامريكية وهو ما اعطى نوع من الايجابية. اما عن البنك المركزي الاوروبي, فقد اعلن انه لربما يتدخل في الاسواق بعد وصول ترامب الى سدة الحكم في الولايات المتحدة الامريكية. هل يعني هذا ان المركزي الاوروبي لم يتدخل؟ ليس بالذرورة . هل تم التدخل بالفعل؟ نعتقد انه قد تم التدخل بالفعل لوقف الانخفاضات الحادة في الاسواق

هل علينا القلق؟

في هذا الاطار, الأسواق كانت مخطئة حول دونالد ترامب قبل الانتخابات. والان وبعد خطاب ترامب الاخير, من الواضح ان الاسواق لاان في حالة من الايجابية والتفاؤل. لكن على الرغم من ذلك, يجب الاستمرار بالقلق وان لا نبقي التوقعات الايجابية حالياً. وهذا يعود الى ان الخطاب الذي قام باقائه دونالد ترامب قد يتغير من جديد بعد الوصول الى البيت الابيض بالفعل وبشكل رسمي. كما ان على الترامب ان يتخذ القرارات التي وعد بها لكي يبقى في سدة الحكم ولكي يبقي على شعبيته امام مناصريه. عدا عن ذلك فسيفقد المناصرين له الايمان به وبوعوده. وعليه, خطاب النصر الذي ادلى به قد يكون فقط لفترة بسيطة ليبقى الاسواق والجميع في حال من الطمأنينة وفي حال من الايجابية. وعليه فمن الممكن ان تخطئ الاسواق من جديد كما اعتدنا عليها. وعليه ايضاً, عليك كمتداول ابقاء الاعين مفتوحة ومتابعة الايام والاسابيع والاشهر القليلة المقبلة. الولايات المتحدة الامريكية قبيل يوم نوفمبر 9 هي غير الولايات المتحدة الامريكية اليوم ولن تكون ابداً كما كانت عليه قبل ذلك التاريخ.

Leave A Reply

Your email address will not be published.