مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي يحدد قرار خفض الفائدة من الفيدرالي

مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي يحدد قرار خفض الفائدة من الفيدرالي

قدمت بيانات الوظائف غير الزراعية الصادرة يوم الجمعة الكثير للأسواق للتفكير فيه، حيث أشارت البيانات إلى اتجاهات متضاربة تُصعب التوصل إلى استنتاج واضح بشأنها. ويعني ذلك أن السوق ينتظر المزيد من الوضوح لتسعير القرار المتوقع من الفيدرالي بشأن الفائدة الأسبوع القادم. والعامل الحاسم هنا قد يكون ما سيحدث غدًا عند صدور نتائج مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي.

يتوقع السوق بالتأكيد أن يكون هناك خفض للفائدة. وما لم يتم حسمه بعد هو مقدار هذا الخفض. وحاليًا، يسعر ٧٥٪ من المتداولون احتمالية خفض بمقدار ربع نقطة. ونسبة ٢٥ ٪ المتبقية من المتداولين تري أن هناك فرصة لخفض بنسبة نصف نقطة أساس. ومن المحتمل أن يكون هذا التغيير طفيفًا لصالح الخفض الأقل مقارنة بما كان متوقعًا قبل بيانات الوظائف غير الزراعية أو حتى قبل أسبوع.

النتائج غير حاسمة

هناك عدة عوامل تجعل التنبؤ بما سيقرره الفيدرالي أكثر تعقيدًا. أولًا، تلقى هذا الكم الهائل من البيانات في وقت يكون الفيدرالي في فترة الصمت التي تسبق قرار الفائدة، مما يعني أنه لن يكون هناك أي تعليق من مسؤولي اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لتوضيح مواقفهم بشأن البيانات. وبالإضافة إلى ذلك، النظرية السائدة بشأن تخفيض الفائدة هي أن الفيدرالي قد حول تركيزه من القلق بشأن التضخم إلى القلق من احتمال ارتفاع معدل البطالة بشكل كبير.

البيانات المتناقضة ليوم الجمعة أضافت تعقيدًا كبيرًا للأمور. حيث تجاوزت الوظائف غير الزراعية التوقعات بـ٢٢ ألف وظيفة، لكن تم تعديل البيانات السابقة على انخفاض بأكثر من ٨٦ ألف وظيفة. وعند أخذ هذا في الاعتبار، يكون إجمالي الوظائف التي تم توفيرها أقل من المتوقع. ومن ناحية أخرى، انخفض معدل البطالة بشكل غير متوقع إلى ٤.٢٪ من النسبة السابقة ٤.٣٪ وحجم هذا التغير مهم أيضًا، لأنه قد يكون رقمًا صغيرًا يظهر أكبر بسبب التقريب. وأخيرًا، ارتفع متوسط الأجور في الساعة أسرع من المتوقع، مما يشير إلى تشديد في سوق العمل، وهو عكس ما يقلق منه الفيدرالي إذا كان يفكر في مهمته الثانية المتعلقة بتحقيق التوظيف الكامل.

الخطوات المقبلة

ربما السبب وراء عدم تفاعل الأسواق بشكل كبير هو ببساطة أنها لم تعرف كيف تتعامل مع هذا النوع من البيانات. ففي شهر أغسطس، شهدت الأسواق تراجعًا كبيرًا بسبب مخاوف الركود نتيجة لأرقام الوظائف المنخفضة. وانخفضت الأرقام بعد تنقيحها. ومن ناحية أخرى، يستخدم معدل البطالة منهجية مختلفة عن استطلاع الوظائف غير الزراعية، لذلك قد يوفر رؤية أفضل حول الوضع الفعلي لسوق العمل.

إذا كان سوق العمل غير مؤكد، فإن الأسواق بحاجة إلى بعض الوضوح من أرقام التضخم. ويبدو أن المتداولين قد أصبحوا مرتاحين إلى حد ما مع افتراض أن التضخم سيستمر في الانخفاض، مما يبرر دورة خفض واسعة النطاق للفائدة من الفيدرالي. ولكن الأسواق قد تصاب بخيبة أمل وتتفاعل بشكل سلبي إذا لم يستمر هذا الاتجاه. أو ربما أسوأ من ذلك، إذا تناقضت النتائج مجددًا، مع تفوق رقم ما وتفويت آخر للتوقعات.

ما يجب مراقبته

من المتوقع أن يستمر مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي الرئيسي في الانخفاض إلى ٢.٧٪ من النسبة السابقة ٢.٩٪، رغم أنه من المتوقع أن يبقى ثابتًا على أساس شهري عند معدل نمو ٠.٢٪. ومن المتوقع أن يبقى المعدل الأساسي الذي يتابعه الفيدرالي بشكل أكبر، ثابتًا عند ٣.٢٪، على الرغم من ارتفاع المعدل الشهري من ٠.٢٪ سابقًا، إلى ٠.٣٪.

وكان السكن واحدًا من المكونات الرئيسية التي تدفع تكاليف المستهلك مؤخرًا، وسيكون من المرجح مراقبته عن كثب. مع انخفاض أسعار الفائدة المتوقع بسبب تيسير السياسة النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي، سيراقب المتداولون ما إذا كانت هناك أي إشارات تدل تخفيف الضغط في النظام الاقتصادي، مما قد يساعد في تحديد رد الفعل على خفض الفائدة المتوقع.
التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الانجليزية

هل تشعر بالثقة الكافية لبدء التداول؟ افتح حسابك الآن 

ابدأ التداول الان

أو تمرن عبر حساب تجريبي مجاني

التداول على الهامش يحمل درجة عالية من المخاطر