سناريوهات قرار الفيدرالي لخفض الفائدة

سناريوهات قرار الفيدرالي لخفض الفائدة

تستعد الأسواق لاحتمالية رد فعل قوي على نتائج اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة المقرر اليوم الأربعاء. ويعود ذلك جزئيًا إلى التحولات الكبيرة في التوقعات خلال الأيام القليلة الماضية. ونظرًا لعدم وجود توقعات واضحة لما سيحدث، فإن الاجتماع قد يسبب تقلبات كبيرة في الأسواق بغض النظر عن النتيجة.

قبل أسبوع واحد فقط، كان ثلثي المتداولين يتوقعون أن يخفض البنك الفيدرالي سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة فقط، وذلك بعد صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين والوظائف التي لم تكن حاسمة بما يكفي. ومنذ ذلك الحين، لم تصدر أي معلومات جديدة حول قرار الفيدرالي، ولكن الاحتمالات قد تغيرت بشكل كبير. والآن، يوجد ٦٧٪ من التوقعات تصب لصالح خفض مزدوج للفائدة، ومن تبقى يتوقعون خفضًا بمقدار ربع نقطة فقط. والأمر الوحيد المؤكد بشأن الاجتماع القادم هو أنه سيكون هناك خفض للفائدة، ولكن السؤال يكمن في مقدار هذا الخفض وما سيتم الإشارة إليه بشأن الاجتماعات المقبلة.

البيانات لا تدعم التفاؤل

كانت بيانات التوظيف لشهر يوليو والتي صدرت في أوائل أغسطس هي التي غيرت موقف الأسواق بشكل كبير نحو توقع قرار الفيدرالي بخفض كبير. ومع ذلك، لم يكن هناك اجتماع رسمي منذ ذلك الحين.. وحتى مع خطاب رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول في جاكسون هول الذي أوضح تقريبًا أن الوقت قد حان لخفض الفائدة، لم يكن هناك أي تحرك رسمي بعيدًا عن توقع البنك الفيدرالي لخفض واحد فقط هذا العام.

وقد أظهرت بيانات التوظيف لشهر أغسطس تباطؤًا في خلق الوظائف ولكن انخفاضًا في معدل البطالة. وبعبارة أخرى، كان الاقتصاد ما يزال عمومًا مرنًا، رغم ظهور بعض علامات التباطؤ. كما تم الإبلاغ عن التضخم فوق المستوى المستهدف. وكل هذه الأمور تشير عادة إلى أن البنك الفيدرالي سوف يتحرك ببطء في عملية التيسير، وهذا ما أكد عليه خبراء الاقتصاد. ووفقًا لأحدث استطلاع أجرته رويترز بين الاقتصاديين قبل اجتماع الفيدرالي، جميعهم يرون خفضًا واحدًا فقط، ولا يتوقعون خفضًا مزدوجًا في أي من الاجتماعات هذا العام، رغم توقعهم ثلاث تخفيضات إجمالاً.

ما الذي غير المزاج؟

يشير العديد من المحللين إلى مقال كتبه نيك تيميراس، المحلل المالي لدى وول ستريت جورنال، بأنه فتح باب التوقعات على مصراعيه مع اقتراحه خفض مزدوج للفائدة. واتبع ذلك بمقالات في فوربس وبلومبرج، مع دعوة مسؤول سابق في الفيدرالي بيل ددلي لخفض مزدوج للفائدة. ويبدو أن الأسواق تعتقد أن هذه التقارير تُمهد لما سيحدث.

والمشكلة هي أن خفض الفائدة بمقدار ٥٠ نقطة أساس قد يكون له تأثير معاكس، إذ قد يعطي إشارة إلى الأسواق بأن الاحتياطي الفيدرالي يرى أن حالة الاقتصاد أسوأ مما كان متوقعًا. وقد يتسبب ذلك في بيع مكثف بدافع الذعر نتيجة الخوف من تدهور الاقتصاد.، خصوصًا الأصول ذات التقييمات المبالغ فيها مثل أسهم شركات التكنولوجيا المدعومة بالذكاء الاصطناعي. وإذا كان الوضع سيئًا بما يكفي، فقد يؤدي ذلك إلى حدوث ركود اقتصادي. ففي نهاية المطاف أظهرت الأسواق المالية في الفترة الأخيرة حالة من التوتر والقلق الكبير وتقلبات حادة، وخاصة مع الانخفاض الذي حدث في أغسطس.

ماذا نفهم من كل هذا؟

في الآونة الأخيرة، اعتادت الأسواق على توقع تخفيضات أكبر من تلك التي يطبقها الاحتياطي الفيدرالي في الواقع.  ولا يوجد سبب للاعتقاد بأن الوضع الحالي سيكون مختلفًا عن الحالات السابقة، حيث كان السوق دقيقًا في تقديراته وتوقعاته بينما كان المسؤولون في الاحتياطي الفيدرالي غير دقيقين أو مخطئين في تقييمهم. وبعد كل شيء، لم يقدم آخر المتحدثين من اللجنة الفيدرالية قبل فترة الصمت أي مؤشر على أن البنك الفيدرالي كان يفكر في خفض ٥٠ نقطة أساس في الاجتماع القادم.

على أي حال، قد ينتهي الأمر بارتفاع الدولار. فمع خفض ربع نقطة، يمكن أن تدعم توقعات معدلات الفائدة الأعلى الدولار. قرار الفيدرالي بخفض قدره نصف نقطة مئوية، قد يتسبب بالقلق من أن الاحتياطي الفيدرالي متأخر في تصديه للتحديات الاقتصادية في جعل الدولار ملاذاً آمناً جذاباً. أو قد يتمكن باول من تحقيق التوازن الدقيق، بخفض الفائدة مع توفير بعض التلميحات حول تخفيضات إضافية في المستقبل، ليُرضي الجميع. وسنرى ما إذا كان سيتمكن من تحقيق ذلك.

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الانجليزية

هل تشعر بالثقة الكافية لبدء التداول؟ افتح حسابك الآن 

ابدأ التداول الان

أو تمرن عبر حساب تجريبي مجاني

التداول على الهامش يحمل درجة عالية من المخاطر