المناظرة الرئاسية الأمريكية وتأثيرها على الأسواق

المناظرة الرئاسية الأمريكية وتأثيرها على الأسواق

بعد يوم تداول كامل من المناظرة الرئاسية الأمريكية التي جرت مساء الثلاثاء، بدأت الأسواق في استيعاب تأثير هذه المناظرة. ورغم العناوين المثيرة التي تناولت التأثيرات المحتملة، فإن الخلاصة الأساسية من المناظرة بالنسبة للأسواق هي أن البيانات الاقتصادية تسبق السياسة في الأهمية.

وقد شهدت الأسواق تقلبات طفيفة فور انتهاء المناظرة الرئاسية الأمريكية، حيث ضعفت قيمة الدولار الأمريكي بشكل ملحوظ. لكن هذا التراجع كان مقابل سلة من العملات، بما في ذلك الين الياباني، الذي ارتفعت قيمته بشكل كبير في الوقت الذي تحدث فيه عضو مجلس إدارة بنك اليابان ناكاجوا، لتقييم السياسة النقدية اليابانية. ومع تقارب المرشحين في استطلاعات الرأي ضمن هامش الخطأ، فإن التأثير الرئيسي على الأسواق يأتي من حالة عدم اليقين المتعلقة بسياسات الحملة الانتخابية.

الأسواق تحبذ الوضوح

يقدم كلا المرشحين سياسات تهدف لجذب الناخبين، ولكن هناك فرق كبير بين الوعود الانتخابية وإدارة الحكم الفعلي. ومثال على ذلك يمكن رؤيته في المملكة المتحدة، حيث سعى حزب العمال المتصدر لاستطلاعات الرأي بفارق كبير، طمأنة الأسواق بعدم حدوث تغييرات كبيرة في السياسة المالية بمجرد فوزه في الانتخابات. ولكن بعد شهرين من انتهاء الانتخابات، نجدهم يناقشون في الميزانية الجديدة إضافة مزيد من الضرائب.

ونظرًا للفارق الضئيل بين المرشحين في استطلاعات الرأي فيما يخص نية التصويت، فمن المرجح أن يقدم كلا من المرشحين أفكارًا أو مقترحات سياسية جديدة ويعلن عنها. ويرجح أن يكون لفكرة ترامب الأحدث بإلغاء ضريبة الدخل واستبدالها بالتعريفات الجمركية التأثير الأكبر على كيفية عمل الأسواق. كما أن اقتراح هاريس بفرض ضريبة على الثروات سيُنظر إليه بشكل سلبي من قبل الأسواق، إلا أنه غالبًا ما يُطرح من قبل مرشحي الحزب الديمقراطي ولكنه نادرًا ما يُنفذ عندما يتولون المنصب. وفي كلتا الحالتين، فإن مثل هذه المقترحات تزيد من قلق الأسواق أكثر.

أين يكمن التأثير الأكبر

بوجه عام، تقدم المناظرة الرئاسية الأمريكية بعض المؤشرات حول كيفية تفاعل الأسواق إذا حصل أحد المرشحين على تقدم كبير في استطلاعات الرأي، أو عند فوز أحدهما في نوفمبر. وحيث كانت الرهانات تميل لصالح هاريس بعد المناظرة، أدى ذلك إلى تراجع طفيف في قيمة الدولار.

والتصور السائد في الأسواق هو أنه إذا فازت نائبة الرئيس، فإن الوضع الراهن قد يستمر. ويُتوقع مزيد من التيسير في السياسة النقدية حيث يرى أن الاقتصاد يظهر علامات تباطؤ طفيف، والتضخم أصبح ضمن المعدلات المستهدفة. والنمو الاقتصادي المعتدل الذي لا يؤدي إلى زيادة كبيرة في التضخم يعتبر أحد أفضل السيناريوهات لسوق الأسهم، ولكنه يضغط على الدولار.

ما يجب مراقبته من صدمات محتملة

من المفهوم عمومًا أن فوز ترامب قد يؤثر على مسار بنك الاحتياطي الفيدرالي لأنه وعد بتغيير رئيس البنك المركزي. وعدم اليقين المرتبط بفوز ترامب، المدعوم من الجمهوريين الراغبين في تقليص الإنفاق، قد يعرقل نمو سوق الأسهم. وبالتالي، سيكون هناك زيادة في الاهتمام بالملاذات الآمنة مثل الدولار، حيث من المتوقع أن تبقى عوائد السندات الحكومية مرتفعة.

ومع ذلك، شهدت دورة الانتخابات الحالية أحداثًا استثنائية تزيد من حالة عدم اليقين. مثل انسحاب المرشح البارز للحزب الديمقراطي قبل المؤتمر مباشرة. ومن المرجح أن يكون للأحداث الأخرى التي تزيد من عدم اليقين حول هوية الفائز، أو تزيد من اليقين تأثير هامشي على الأسواق في المستقبل. وفي الوقت الحالي، تبقى البيانات الاقتصادية في صدارة التركيز بينما نعد الأيام حتى موعد اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الحاسم في سبتمبر.

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الانجليزية

هل تشعر بالثقة الكافية لبدء التداول؟ افتح حسابك الآن 

ابدأ التداول الان

أو تمرن عبر حساب تجريبي مجاني

التداول على الهامش يحمل درجة عالية من المخاطر