هل ستنتهي رحلة التقلبات في اسعار النفط الخام؟

هل ستنتهي رحلة التقلبات في اسعار النفط الخام؟

كانت أسعار خام برنت متقلبة طوال الشهر، حيث تدفعها قوى عنيفة في اتجاهات متعاكسة. فمن جهة، ثمة القلق المتزايد بشأن تباطؤ اقتصادي عالمي مفاجئ ظهر في أوائل أغسطس. ومن جهة أخرى، تتصاعد التوترات في الشرق الأوسط بشكل غير متوقع وتحدث تخفيضات في الإنتاج في ليبيا. في هذا السياق المتوتر، يتجرأ بعض المحللين على تقديم توقعات للأسعار.

وتنقسم التوقعات إلى فئتين: المشترين (Bears) والبائعين (Bulls). لكن هناك بعض النقاط المثيرة للدهشة التي يتفقون ويختلفون عليها، والتي تستحق الذكر. وحذرت منظمة أوبك (ومنتجون آخرون مثل شركة إكسون موبيل) باستمرار من أن هناك أزمة في الإمداد تلوح في الأفق. إذا تجاوز الطلب العرض، سيرتفع سعر النفط الخام بطبيعة الحال. من ناحية أخرى، تشير البنوك العالمية الكبرى مثل

جولدمان ساكس ومورجان ستانلي إلى أن الاقتصاد العالمي قد يدفع سعر النفط الخام إلى الانخفاض ليصل إلى 68 دولارًا للبرميل العام المقبل.

من الذي يسير على  الطريق الصحيح؟

ثمة نقطة مثيرة للاهتمام قد تكون غابت عن الأنظار، والتي تساعد في فهم الوضع بشكل أفضل. ففي الأسبوع الماضي، تراجعت مخزونات النفط الخام الأمريكية، ولكن ليس بالقدر المتوقع. وتصدر هذا العناوين الرئيسية، وبدا أن اسعار النفط الخام تفاعلت وفقًا لذلك، حيث ارتفعت في النصف الأخير من الأسبوع الماضي. لكن السبب في أن التوقعات لم تتحقق هو انخفاض الصادرات بنسبة 9% في ذلك الأسبوع. تراجعت المخزونات في الولايات المتحدة، لكنها كانت تنمو في أماكن أخرى إلى درجة أن المستهلكين لم يكونوا يشترون.

هذا هو ما يبدو أن البنوك من أمثال جولدمان ساكس ومورجان ستانلي يشعرون بالقلق منه: تباطؤ الطلب في الدول المستوردة الكبرى مثل الصين. في السنوات السابقة، واجهت الصين أزمات طاقة بسبب الطقس القاسي الذي يزيد الطلب على تكييف الهواء. لكن هذا لم يكن الحال هذا العام، حيث استمرت البلاد في توسيع بنيتها التحتية للطاقة ولم تعد بحاجة كبيرة إلى الطاقة الفائضة التي تأتي عادةً من الديزل. لم تكن واردات الصين من وقود الديزل قوية كما كانت في نفس الفترة من العام الماضي.

النمو مقابل الطلب

يقول المحللون إن تباطؤ الطلب على النفط الخام في الصين يتعلق بتزايد الطلب على المركبات الكهربائية. بينما قد يكون هذا عاملًا، فإن المصدر الرئيسي للطلب على الطاقة في الصين هو الصناعة، وقطاعها التصنيعي في حالة انكماش منذ عدة أشهر. تعد صناعة الصلب واحدة من أكثر الصناعات استهلاكًا للطاقة، ويُقال إنها تواجه أزمة تتمثل في وجود فائض في المخزونات وضعف الطلب. ومع استهلاك مصانع الصلب كميات أقل من الفحم والكهرباء، يتوفر المزيد من الطاقة على الشبكة، مما يقلل من الحاجة إلى تشغيل مولدات الديزل (والغاز الطبيعي) بشكل كبير. وهذا يقلل من الطلب.

ويؤدي ذلك إلى توقعات بأن تظل اسعار النفط الخام أقل من 80 دولارًا للبرميل (في الغالب) لبقية العام. ما لم يحدث تصعيد غير متوقع للتوترات في الشرق الأوسط، بطبيعة الحال.

ماذا عن الانتعاش؟

تعتبر الحجة المضادة هي الموقف القياسي لكل من الوكالة الدولية للطاقة وأوبك، وهو أنه إذا استمر الطلب بالمعدل الحالي، فسيتجاوز الإنتاج. حيث يعمل منتجو النفط على استنزاف حقولهم الحالية ولا ينفقون الكثير على الاستكشاف، بناءً على المنطق القائل بأن الوقود الأحفوري سيتم التخلص منه تدريجيًا. لذلك، لا توجد حاجة لزيادة الإنتاج.

ومن ثم، لا يتعلق الاختلاف بين المتشائمين والمتفائلين بشأن النفط بإمدادات النفط، بل بما إذا كان الاقتصاد العالمي سيعاني من تباطؤ قوي أم لا. ولهذا، نحن بحاجة إلى المزيد من البيانات. وفي الشهر الماضي، أدى تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة إلى موجة بيع عالمية خشية حدوث ركود. دعونا نرى ما إذا كان شيء مشابه سيحدث مرة أخرى هذا الجمعة.

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الانجليزية

هل تود الاستفادة من آراء الخبراء في التداول؟ قم بفتح حسابك الآن 

ابدأ التداول الان

أو تمرن عبر حساب تجريبي مجاني

التداول على الهامش يحمل درجة عالية من المخاطر