كيف سيؤثر اجتماع جاكسون هول على الجنيه الإسترليني؟

بعد أسبوع مليء بالبيانات الاقتصادية من المملكة المتحدة، يبدو أن الجنيه الإسترليني مهيأ لبعض الضعف، خاصة مقابل الدولار في الفترة التي تسبق اجتماع جاكسون هول. على الرغم من أن السيناريو الحالي لم يتغير كثيرًا، فيما يبدو أن الأسواق في حالة ترقب لما سيحدث في العام المقبل. 

فمن المتوقع أن يبدأ كل من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبنك إنجلترا في دورة تيسير كمي طويلة الأمد قد تستمر لبضع سنوات. ويبدو أن الإجماع بين صناع السوق في الوقت الحالي هو أن بنك إنجلترا سيكون أكثر عدوانية في خفض معدلات الفائدة. وبما أن سعر الفائدة لمدة سنتين هو الأكثر حساسية للتغيرات في معدلات الفائدة، فإن التوقعات لعام 2025 بدأت تلعب دورًا أكبر في تحركات الأسواق. 

التوقيت هو كل شيء

تعد سندات الخزانة لأجل سنتين هي الأكثر شهرة بين متداولي السندات الذين يسعون لتحقيق أرباح أو التحوط ضد تغيرات أسعار الفائدة. ولهذا السبب، يصبح مسار أسعار الفائدة في العام المقبل أكثر أهمية. يتفاعل المتداولون مع المعدل الحالي وأين من المتوقع أن تتجه أسعار الفائدة على مدى فترة استحقاق السندات التي تحظى بشعبية كبيرة في أسواق المال. 

وبشكل عام، يتوقع المتداولون أن يخفض كل من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبنك إنجلترا أسعار الفائدة للخروج من المنطقة التقييدية والعودة إلى المستويات “الحيادية”. فيما يظل تحديد هذه المستويات بالضبط محل جدل بين الاقتصاديين. ولكن ما يهم المتداولين هو سرعة الخفض المتوقعة من قبل البنوك المركزية المعنية؛ حيث غالباً ما تؤدي السرعة الأكبر في خفض الفائدة – حتى لو انتهت عند نفس المعدل – إلى ضعف العملة.

المسار الأسرع لخفض الفائدة

سيطر انعدام اليقين على رد الفعل الأولي على البيانات الأسبوع الماضي، حيث انخفض معدل البطالة بينما ارتفع معدل طلبات إعانة البطالة. وهذا يشير إلى وجود علامات على كل من التخفيف والتشديد في سوق العمل في الوقت ذاته. فيما طمأن النمو القوي نسبيًا للناتج المحلي الإجمالي ومعدل التضخم (CPI) الذي جاء أقل من التوقعات الأسواق في إشارة إلى أن بنك إنجلترا (BOE) قد ينجح في تحقيق التوازن المطلوب. 

فما يحاول صانعو السياسة تحقيقه هو توازن دقيق بين نمو الاقتصاد، ولكن ليس بسرعة كبيرة تؤدي إلى تضخم مفرط. كان ارتفاع مؤشر التضخم في قطاع الخدمات هو ما يقلق بنك إنجلترا بشأن خفض أسعار الفائدة. لكن مع انخفاض التضخم في هذا القطاع أقل من التوقعات وأقل من الأشهر السابقة، شعر المستثمرون بالارتياح بأن الظروف أصبحت مناسبة لبنك إنجلترا للاستمرار في خفض أسعار الفائدة. 

إلى أي مدى سيخفض بنك إنجلترا معدل الفائدة؟

يسعّر السوق الآن خفضين في أسعار الفائدة من قبل بنك إنجلترا هذا العام، مع تفضيل الأغلبية الضئيلة لعدم حدوث الخفض القادم في سبتمبر، بل في أكتوبر. وهذا يعني أن الخفض الثالث والأخير لهذا العام سيكون في ديسمبر. فيما يتوقع المحللون أن يستمر خفض أسعار الفائدة طوال العام المقبل ليصل إلى 3.0% بحلول نهاية عام 2025.

وفي المقابل، يتوقع أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ثلاث مرات أيضًا هذا العام. فيما بدأ بنك إنجلترا بالفعل في خفض الفائدة في بداية هذا الشهر. بعد ذلك، من المتوقع أن يحافظ الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة أعلى من بنك إنجلترا حتى عام 2025. وهذا قد يدفع المتداولين عمومًا إلى تفضيل الدولار على الجنيه، مما يزيد الضغط على زوج العملات الاسترليني/دولار خاصة إذا خرجت مفاجأة من اجتماع جاكسون هول ولم يلتزم جيروم باول بتوقعات التخفيف.

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الانجليزية

تداول الجنيه الإسترليني بفروقات سعرية تصل إلى صفر!