كيف سيكون رد فعل السوق بأرقام مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي؟

كيف سيكون رد فعل السوق بأرقام أسعار المستهلك الأمريكي؟

تعد البيانات المرتقب صدورها اليوم الأهم طوال الأسبوع، بالنظر إلى ما حدث في الأسواق الأسبوع الماضي. فقد كان الانخفاض الأخير (والتعافي الفاتر حتى الآن) مدفوعًا بشكل رئيسي بتوقعات الاقتصاد الأمريكي مع تسعير الأسواق الآن تخفيضات فائدة أكثر بكثير مما يراه الاحتياطي الفيدرالي ممكناً. 

ستختبر بيانات التضخم القادمة نظريتين رئيسيتين وهما إذا جاء التضخم أعلى من المتوقع، فقد يؤدي ذلك إلى انعكاس في معنويات السوق. في الوقت الحالي، تأمل الأسواق أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بتيسير السياسة النقدية بقوة بعد سبتمبر. لكن إذا تغيرت أرقام مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي بمعدل مرتفع، فقد لا يتمكن الاحتياطي الفيدرالي من القيام بالكثير من التيسير. في حين أن ذلك قد يؤدي إلى تلاشي تعافي سوق الأسهم، إلا أنه قد يدعم الدولار أيضًا. 

لا يوجد تشديد كافي؟

تعد إحدى أبرز المشكلات التي يواجهها الاحتياطي الفيدرالي هي “استمرارية” التضخم مرتفعاً على مدار العام الماضي. عندما بدأ الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة في عام 2022، بدأ التضخم في الانخفاض. وبحلول الوقت الذي أنهى فيه الاحتياطي الفيدرالي دورة رفع الفائدة في يوليو 2023، كان التضخم قد اقترب من الهدف، حيث كان يستقر أعلى 3.0% بقليل. وما زال التضخم عند هذا المستوى في إشارة إلى أن الاحتياطي الفيدرالي قد أنهى دورة رفع الفائدة في وقت مبكر قليلاً، مما ساهم في إبقاء التضخم مرتفعًا لفترة طويلة. 

يمكن للسياسة النقدية المتشددة للغاية أن تسهم في تشكيل ركود اقتصادي، وهو أحد الأسباب التي جعلت الأسواق قلقة في بداية هذا الشهر. لذا، فإن انخفض معدل التضخم دون مستوى 3.0% من المحتمل أن تلتقط الأسواق أنفاسها وتتوقع بأن تسير الأمور أخيرًا في الاتجاه الصحيح. 

النقطة المهمة

رغم انخفاض معدل التضخم الرئيسي بسرعة كبيرة بفضل تراجع أسعار الوقود إلى حد كبير، كان معدل التضخم الأساسي أبطأ بكثير في تحركه نحو المعدل المستهدف. لا يتعين على التضخم الأساسي الوصول إلى 2.0% لكي يبدأ الاحتياطي الفيدرالي في التيسير، بل أشارت التوقعات إلى أنه إذا كانت جميع المؤشرات تتجه نحو الانخفاض، فسيستمر هذا الاتجاه. خصوصًا إذا كان هناك تباطؤ طفيف في النشاط الاقتصادي، وهو ما يرتبط عادةً بانخفاض التضخم. عندها يمكن للاحتياطي الفيدرالي اتخاذ قرار التيسير في سبتمبر، كما هو متوقع عالميًا. 

بوجه عام، يعتقد الاقتصاديون أن التضخم الرئيسي سيظل مستقرًا، مع انخفاض التضخم الأساسي. كان هذا هو التوقع السائد منذ أشهر، مما جعل الاحتياطي الفيدرالي يتوقع تخفيضًا واحدًا لهذا العام. وقد تحركت الأسواق بين توقع المزيد من التخفيضات، ولكن سرعان ما أعادتها البيانات وتعليقات مسؤولي لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية إلى الواقع. فلنرَ ما إذا كانت البيانات التي ستصدر لاحقًا اليوم ستكرر هذا النمط.  

ما الذي ينبغي البحث عنه؟

من المتوقع أن يظل معدل التضخم الرئيسي في الولايات المتحدة لشهر يوليو ثابتًا عند 3.0%، وهو أعلى من الهدف البالغ 2.0% الذي حدده الاحتياطي الفيدرالي. ويرجع هذا إلى ارتفاع معدل التضخم الشهري إلى 0.2% من -0.1% سابقًا، مع التركيز على ارتفاع أسعار الوقود. ويتوقع أيضًا أن يظل معدل التضخم الأساسي دون تغيير عند 3.3%، حيث يشير المحللون إلى ارتفاع المعدل الشهري إلى 0.3% من 0.1% مع التركيز على تكاليف الإيجارات.

ونظراً لاهتمام الاحتياطي الفيدرالي بشكل أكبر على معدل التضخم الأساسي، حتى إذا ارتفع المعدل الرئيسي قليلاً، طالما أن المعدل الأساسي يظهر اتجاهًا تنازليًا، فمن المرجح أن تكون الأسواق راضية. ولكن قد يؤدي ارتفاع صغير بمقدار عُشر واحد في المعدل الأساسي إلى إرباك المتداولين، خاصة في ظل التوترات الأخيرة داخل السوق.
التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الانجليزية 

هل تشعر بالثقة الكافية لبدء التداول؟ افتح حسابك الآن 

ابدأ التداول الان

أو تمرن عبر حساب تجريبي مجاني

التداول على الهامش يحمل درجة عالية من المخاطر