بيانات أسعار المستهلك الأمريكي لشهر يونيو تحسم قرار الفائدة

بيانات أسعار المستهلك الأمريكي لشهر يونيو تحسم قرار خفض أسعار الفائدة

قد نشاهد اليوم صدور أهم بيانات الأسبوع، إن لم يكن الشهر بأكمله. فبعد شهادة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أمام الكونغرس يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، تتجه الأسواق للحصول على تأكيد حول قرار خفض أسعار الفائدة. وثمة خيبة أمل متوقعة يمكن أن تهز الأسواق بعد سلسلة من البيانات التي تشير إلى اتجاه واحد.

ظلت شهادة باول التي استمرت يومين أمام الكونغرس إلى حد كبير متماشية مع السيناريو. لكن، كما هو متوقع، لفت التعديل في تعليقه انتباه الأسواق، حيث تطرق رئيس الاحتياطي الفيدرالي إلى بيانات الوظائف الأخيرة مُشيرًا إلى أنها تُظهر أن سوق العمل “قد تباطأ بشكل ملحوظ”. هذا هو بالضبط ما يريد متداولو العملات الذين يتوقون لخفض أسعار الفائدة سماعه.

العقبة الأخيرة في الطريق

لدي الفيدرالي تفويض مزدوج للحفاظ على التوظيف الكامل وضمان استقرار الأسعار، لكنه واجه مشكلة عكسية في الآونة الأخيرة. في الواقع، أدى سوق العمل القوي إلى ضغوط تضخمية، حيث يعني انخفاض معدل البطالة بشكل كبير أن العمال يمكنهم المطالبة بزيادات في الأجور أعلى من زيادات الإنتاجية، مما يترجم إلى زيادة التضخم.

ومع ارتفاع معدل البطالة بأكثر من 4.0%، قال باول إن أرقام الوظائف ومعدل التضخم آخذان في التوازن. إذا تراجع سوق العمل بشكل كبير، فعلى الفيدرالي النظر في التيسير لدعم التوظيف. إذا كان الفيدرالي راضٍ عن اتجاه أسواق العمل، فإن ذلك يعني أن آخر عقبة أمام خفض أسعار الفائدة قد تم إزالتها إلى حد كبير.

ميل نحو التيسير، ولكن ماذا عن البيانات؟

أدت التعليقات على سوق العمل مع التمسك بالسيناريو المتعلق بالتضخم إلى توقع الأسواق بأن خطاب باول كان متساهلاً. بعبارة أخرى، كان أكثر تساهلاً من التعليقات الأخيرة من قبل مسؤولي لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة الآخرين الذين إما لم يتحدثوا عن أسواق العمل، أو كانوا لا يزالون قلقين. وخفف هذا من ردة فعل السوق نظرًا لأن القرار النهائي هو تصويت اللجنة بأكملها، وليس مجرد موقف رئيس لجنة الاحتياطي الفيدرالي.

ومع ذلك، باعتبار باول رئيساً للفيدرالي، فهو يعرف على الأرجح ما يميل إليه زملائه. ومن المهم الإشارة إلى أنه على الرغم من أن تعليقه كان متساهلاً، إلا أنه تتسق بشكل جيد مع سياق تصريحات قوية ومتكررة وحازمة حول الحاجة إلى مزيد من البيانات للتغلب على مرحلة خفض أسعار الفائدة. مما يعني أن هناك المزيد من الأهمية بالبيانات التي ستصدر اليوم.

ما الذي يجب الانتباه إليه؟

من المتوقع أن يستمر مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي الرئيسي في انخفاضه إلى 3.1٪ من 3.3٪ سابقًا، مما يجعله قريبًا من مستوى أواخر الشتاء عندما كانت الأسواق تشجع على احتمال خفض أسعار الفائدة ست مرات. كما أنه سيكون الانخفاض الثالث على التوالي في التضخم، مما قد يؤكد على عودة الاتجاه الهابط.

فيما يهتم الفيدرالي أكثر بمعدل التضخم الأساسي، الذي يستبعد العناصر الأكثر تقلبًا مثل الطاقة والغذاء. وهناك الوضع أكثر تعقيدًا، لأن من المتوقع أن يظل تغير مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي السنوي الأمريكي لشهر يونيو دون تغيير عند 3.4٪. لذا، فإن مجرد زيادة ولو بمقدار صغير ستقلب الاتجاه الهبوطي الذي استمر لأكثر من عام. قد تتمكن الأسواق من تجاهل ذلك كحدث منفرد في سياق جميع البيانات الأخرى التي تشير إلى انخفاض أسعار. لكنها توضح كيف يمكن أن يؤثر التغيير الطفيف نسبيًا بشكل كبير على رد فعل السوق.

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الانجليزية

هل تود الاستفادة من آراء الخبراء في التداول؟ قم بفتح حسابك الآن 

ابدأ التداول الان

أو تمرن عبر حساب تجريبي مجاني

التداول على الهامش يحمل درجة عالية من المخاطر