ارتفاع النفط بفعل عامل الخوف أم الطمع؟

ارتفاع النفط بفعل عامل الخوف أم الطمع؟

ارتفعت أسعار النفط الخام  لأعلى مستوياتها في شهرين هذا الأسبوع. وكانت العناوين الأخبار  تشير إلى إعصار بيرل، الذي يتواجد في جنوب منطقة البحر الكاريبي، وهي أكبر عاصفة (من الفئة 5) يتم تسجيلها في وقت مبكر جداً من الموسم. في الوقت الحالي، لا يبدو أنه يهدد إنتاج النفط في الخليج. ولكن العاصفة القوية بشكل غير عادي والمياه الدافئة في المحيط الأطلسي أثارت مخاوف من أن يكون هذا الموسم من أكثر المواسم نشاطًا للأعاصير.

فيما كانت أسعار النفط الخام في ارتفاع طوال الشهر، وذلك قبل ظهور الإعصار. لذلك، قد يحفز المزيد من صعود النفط، ولكنه ليس السبب بالتأكيد وراء ارتفاع النفط الخام. ربما كان كان النقص في مخزونات الولايات المتحدة خلال تلك الفترة، وكذلك ضعف الدولار الأمريكي، له دور هذا الصعود. لذا، أين تتجه الأمور؟

ما هو السبب؟

تناقص إنتاج الوقود الأحفوري في الولايات المتحدة مؤخرًا، مع عمل عدد أقل من منصات الحفر. ويعود هذا جزئيًا إلى انخفاض أسعار النفط الخام في وقت مبكر من هذا العام. وأدى التوقع بأن سيكون هناك طلب أقل على الوقود في المستقبل إلى قيام العديد من المنتجين بالحد من أنشطة الاستكشاف. ونتيجة لذلك، يتم ضخ الأصول الحالية، وعندما يتم استنفادها، هناك القليل منها لاستبدالها.

وبفعل  بيانات الولايات المتحدة التي جاءت بشكل عام أضعف مما كان متوقعًا، هناك مخاوف من أن أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم سيكون لديه شهية أقل هذا الصيف. وكان هذا على وجه الخصوص بعد خيبة الأمل التي تسببت فيها أرقام إجمالي الناتج المحلي للربع الأول، تليها فائض في الطلب خلال فصل الربيع. وعلى الرغم من أن منتجي الولايات المتحدة حققوا إنتاجًا قياسيًا العام الماضي، لم يكونوا يخزنون لمبيعات الصيف بنفس القدر كما في السنوات السابقة. وهذا يساهم في ضيق الفجوة بين العرض والطلب، ودعم الأسعار.

 هل سيتم حل هذه المعضلة؟

ثمة توترات مستمرة في الشرق الأوسط والتي تزداد حدة هذا الشهر وسط مخاوف من أن تشتبك إسرائيل ولبنان في حرب أخرى. ونظراً لإمكانية حدوث المزيد من اضطرابات في سلاسل التوريد ترتب على ذلك زيادة الطلب، حيث حاولت بعض المناطق تقديم الطلبيات مقدماً. ولكن، يبدو أن الوضع بدأ يهدأ الوضع  إلى الآن.

تكمن المشكلة في أن هناك تأخيراً بين حركة الأسعار وحينما يصل العرض المتزايد (أو المنخفض) من الخام إلى السوق؛ فيمكن زيادة كميات صغيرة من الخام في غضون أيام. بينما تستغرق إضافة أكثر من مئتي ألف برميل في اليوم أسابيع إن لم تكن أشهرًا لإيصالها إلى السوق. ومع تذبذب الطلب إلى حد ما بسبب أشياء غير متوقعة مثل الطقس والتوترات الجيوسياسية يواجه المنتجون صعوبة في ربط إمداداتهم.

الاتجاه طويل الأجل يبدأ الآن

في حين أن التوقعات اللحظية لزيادة الطلب (الجشع)  أو المخاوف من اندلاع توتر جيوسياسي (الخوف) قد تدخل سعر الخام في رحلة أفعوانية. فيما يشير إجماع التوقعات إلى أنه سيكون هناك نقص في المعروض. ما لم يكن هناك ركود سيقلل الطلب بشكل كبير.

وبوجه عام، يتفق المحللون على أن الإنتاج لا يواكب الطلب، مما يحافظ على الضغط في الاتجاه الصاعد على أسعار الخام. ولكن التوقيت سيكون مهمًا، حيث من المتوقع أن ينخفض الطلب في وقت ما. فيما لا يتفق المحللون على متى سيحدث ذلك. وهذا ما يجعل تحديد أين سيكون الحد الأعلى لأسعار النفط تحديًا إضافيًا.

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الانجليزية

تداول الجنيه الإسترليني بفروقات سعرية تصل إلى صفر!

ابدأ التداول الان

أو تمرن عبر حساب تجريبي مجاني

التداول على الهامش يحمل درجة عالية من المخاطر