تذبذب أسعار النفط وتضارب التوقعات

تذبذب أسعار النفط وتضارب التوقعات

في الآونة الأخيرة، تعرضت أسعار النفط لتقلبات شديدة، حيث انخفضت إلى أدنى مستوياتها في أربعة أشهر في أوائل يونيو، ثم انتعشت بعد ذلك. وجاء هذا الانخفاض في أعقاب تأكيد منظمة أوبك + خطتها لخفض الإنتاج، ليرتفع فيما بعد أن خارت قوى الدولار الأمريكي، ويعد هذا الأمر مربكاً بعض الشيء.   

يٌعزى جزء من هذه المشكلة إلى تضارب آراء كبار المحللين حيال المسار المستقبلي لأسعار النفط. فعلى سبيل المثال، يعتقد مورجان ستانلي أن خام برنت سيرتفع إلى 86 دولارًا للبرميل بحلول الربع الثالث من هذا العام. فيما تتوقع مؤسسة سيتي انهيار الأسعار إلى أقل من 60 دولارًا للبرميل. من على حق إذن؟ لماذا كل هذا الاختلاف؟ ماذا يحدث؟ 

أزمة التوقيت

يعتمد التعرف على أداء أسعار النفط في الظروف الحالية إلى حد كبير على الإطار الزمني، فمن ناحية هناك إجماع على أن العالم يبتعد عن الوقود الأحفوري، مما سيقلل الطلب على النفط (وسعره). ومن ناحية أخرى، ومع توقع هذا الانخفاض في الطلب، كان هناك نقص في الاستثمار في تطوير إنتاج نفطي جديد. ومن المتوقع أن يزداد الطلب على النفط على المدى القصير، مما قد يؤدي إلى نقص في المعروض. متى سيحدث ذلك؟ حسنًا، هذا هو محل اختلاف جميع المحللين. 

 يرجح التفكير التقليدي سيناريو المضاربين على ارتفاع أسعار النفط مع قوة أداء الاقتصاد الأمريكي، وكذلك الطلب على النفط. ويتوقع أيضاً أن ينمو الاقتصاد الصيني هذا العام، وكذلك يزيد من مشترياته النفطية. ومع استمرار الإنتاج حول المعدلات الحالية، سيتجاوز الطلب العرض، وستظل الأسعار مرتفعة. 

المجهول المعروف

قد يكون الرأي المعارض بين المحللين بالنظر إلى انخفاض سعر النفط الخام هو الرأي السائد بين المتداولين. ويستند هذا إلى ضعف الطلب من الصين، وبقاء السائقين الأمريكيين بعيدًا عن الطرق هذا العام بسبب آثار التضخم. كما تتفاقم الأزمة عند إلقاء نظرة فاحصة على قرار منظمة أوبك + بالإبقاء على تخفيضاتها الرسمية مع السماح بالتخلص التدريجي من التخفيضات الطوعية. 

ويحتل الأخير أهمية بالغة، لأنه من المتوقع أن يزداد الطلب العالمي بحوالي مليون برميل يوميًا هذا العام، لكن السعودية وحدها لديها 3 مليون برميل يوميًا في تخفيضاتها الطوعية، مما يعني أن هناك قدرة إنتاجية عالمية كافية (إن لم يكن المعروض الحالي) لتلبية الطلب المتوقع. لذا، يجادل المحللون بأن الدول الرئيسية التي تقوم بالخفض السعودية وروسيا بحاجة إلى الأموال، ولا يمكنهم الحصول عليه إلا عن طريق بيع المزيد من النفط. 

الحدث غير المتوقع

يفترض كل ما سبق أن الاقتصاد العالمي ينمو بشكل جيد تزامناً مع انخفاض أسعار الفائدة بين الاقتصادات الكبرى فضلاً عن كبح جماح التضخم. ولكن مع الآسف لم يتم تحقيق هذا ولاسيما عندما يتعلق الأمر بالركود المفاجئ. لا يزال منحنى العائد معكوسًا، وقد يكون ضعف الطلب على مورد حيوي مثل الطاقة علامة على أن الاقتصاد عرضة للانكماش. وهذا من شأنه أن يخفض سعر النفط الخام أكثر بكثير مما يتوقعه المتشائمون. 

أما بالنسبة لسيناريو الصعود، سيتطلب الأمر حدثًا خارجيًا غير متوقع، فقد كانت آخر مرة وصلت فيها أسعار النفط الخام إلى مستويات الثلاث خانات في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا. وكانت الذروة الأخيرة في أعقاب هجمات 7 أكتوبر على إسرائيل. وبلا شك، يصعب التنبؤ بالأحداث الجيوسياسية بمثل هذا الحجم. 

وبالتالي، يمكن أن تتعرض أسعار النفط الخام لتقلبات واسعة النطاق في الأشهر المقبلة قبل أن يتم ترسيخ سيناريو الصعود أو الهبوط بشكل قاطع.
التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الانجليزية 

تداول بأمان مع حماية من الرصيد السالب. افتح حسابك وابدأ الآن!

ابدأ التداول الان

أو تمرن عبر حساب تجريبي مجاني

التداول على الهامش يحمل درجة عالية من المخاطر