مكتبة التداول

كيف تتأثر أسواق الفوركس بأزمة البحر الأحمر؟

0 16

تركز العناوين الرئيسية مؤخرًا على سلسلة الهجمات الأخيرة التي تتعرض لها السفن في البحر الأحمر، مقارنةً إياها بأزمة قناة السويس الأخيرة التي شهدت تعطل حركة الشحن العالمية. وكان رد فعل الأسواق كبيرا في ذلك الوقت، وهو ما يسلط الضوء على التأثير المحتمل للهجمات الحالية على المتداولين في الفوركس. ونظرًا لأنه من غير المتوقع حل الأزمة قريبًا، فمن الحكمة التمكن والتفكير في الأثر الذي قد تخلفه أزمة الشحن في البحر الأحمر على أسواق العملات.

والفكرة الرئيسية التي قد تتبادر إلى الأذهان عند النظر في تأثير أزمة الشحن في البحر الأحمر على سوق العملات، هي الأثر المحتمل على سلاسل الإمداد والنشاط الاقتصادي العالمي. إذ قد تتسبب في إبطاء النشاط الاقتصادي وارتفاع أسعار التجزئة، وهي ظواهر شهدتها الأسواق المالية خلال فترة الجائحة العالمية. ومع تعثر عدد من الاقتصادات الرئيسية وتمنحها على حافة الركود، ربما لا يحتاج الأمر إلى الكثير من الدفع لخلق تأثير أوسع على الاقتصاد العالمي وبالتالي تداول العملات.

تحليل المشكلة بالأرقام

حوالي ٣٠ ٪ من تجارة الحاويات العالمية تمر عبر البحر الأحمر، حيث يعتبر هذا المسار البحري هو الأقصر بين الصين وأوروبا. ويمر حوالي ٨٪ من حركة حاويات الشحن إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة أيضًا عبر هذا الممر. وبالتالي، فإن أوروبا تعتبر بشكل كبير الاقتصاد الأكثر عرضة للتأثير، حيث تستلم كميات كبيرة من مصادر طاقتها من خلال هذا الممر المائي، مثل الغاز الطبيعي المسال من قطر وأستراليا.

والبديل هو أن تشحن حول رأس الرجاء الصالح، في الطرف الجنوبي من أفريقيا. ويضيف هذا المسار حوالي ١٢ يومًا إضافيًا إلى وقت الشحن، مما يمكن أن يكون له تأثيرات متفاوتة اعتمادًا على موطن البضائع. فبالنسبة للسفينة التي تبدأ رحلتها في سنغافورة، يكون الوقت المتوقع للوصول إلى أوروبا حوالي ٣٧ يومًا عبر البحر الأحمر. أما عبر أفريقيا، تزيد الفترة لتصل إلى ٤٩ يومًا.

ارتفاع تكاليف الشحن

ولكن شحنات الطاقة تشهد تأثيرا أكثر دراماتيكية، فمتوسط وقت الشحن من محطات تصدير النفط الخام السعودية إلى روتردام يبلغ ١٧ يوما. وهذا تقريبا يتضاعف ليصبح ٣١ يوما إذا كانت السفينة ستدور حول رأس الرجاء. وتُقاس تكلفة النقل بحسب المسافة المقطوعة، مما يعني أن تكاليف الشحن للطاقة إلى أوروبا من الشرق الأوسط قد تكاد تتضاعف إذا استمرت الأزمة الحالية.

ويقول الحوثيون في اليمن إنهم يستهدفون السفن المملوكة للإسرائيليين دعمًا وتضامنًا مع الفلسطينيين، كشكل من أشكال الاحتجاج على ما تفعله القوات الإسرائيلية في غزة. وكيفية تحديد ما إذا كانت السفينة “مملوكة لإسرائيليين” تعتمد على تقدير الحوثيين، مما رفع مستوى القلق بشكل كبير حول السفن التي قد تتعرض للهجوم. وقد شكلت الولايات المتحدة فريق عمل من السفن في المنطقة بهدف حماية الملاحة البحرية. وقد أسقطت السفن الحربية الأمريكية عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة، حيث ساهمت سفن المملكة المتحدة والسفن الفرنسية أيضًا. ولكن عدم اهتمام الدول الأخرى أثار استنكارًا من قبل المسؤولين الأمريكيين. ويبدو أن شركات الشحن لا تثق بما فيه الكفاية، حيث أعلنت شركة حيث أعلنت شركة بريتيش بتروليوم عن توقف الشحنات عبر المنطقة في نفس اليوم الذي تم فيه الإعلان عن فريق سفن القوات البحرية الذي تقوده الولايات المتحدة.

إلى أين ستؤول الأمور؟

مع عدم وجود دلائل تذكر على أن الصراع في غزة سينتهي قريبا، فإن التهديد الذي يواجه الشحن في البحر الأحمر قد يمتد لبعض الوقت. وعلى عكس ما حدث عند جنوح سفينة “إيڨيرجرين” في قناة السويس، لا توجد آلية محددة لاستعادة قدرة النقل الكاملة. فالبحر الأحمر ليس مغلقًا بالكامل أمام حركة المرور البحرية. وهناك احتمال أن تكون بعض الشركات على استعداد لتحمل المخاطر والمرور عبر مضيق باب المندب.

وبالنسبة لمتداولي الفوركس، فمن المرجح أن يدور القلق حول زيادة تكاليف السلع والخدمات، وخاصة بالنسبة لمنطقة اليورو والمملكة المتحدة. فكل من البلدين في المراحل النهائية من مكافحة التضخم، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة الحاجة إلى سياسات نقدية أكثر صرامة. كما يمكن أن تؤدي ارتفاع تكاليف الطاقة أيضًا إلى تباطؤ النمو الاقتصادي. ومن ناحية أخرى، قد يشجع هذا على المزيد من شراء الطاقة من الولايات المتحدة، التي سجلت مؤخرا أعلى مستوى على الإطلاق في إنتاج النفط. وقد يتعرض اليورو والجنيه الإسترليني لضغوط سلبية، مع الدعم الذي سيناله الدولار الأمريكي نتيجة لأزمة البحر الأحمر.

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية 

افتح حسابك مع أوربكس الآن واختبر استراتيجيتك حول أسعار النفط!

Leave A Reply

Your email address will not be published.