مكتبة التداول

إلى أي مدى يعد قرار رفع المركزي الأوروبي لسعر الفائدة بمقدار ٥٠ نقطة أساس مؤكداً؟

0 138

يخلص توافق الآراء بين خبراء الاقتصاد بأن البنك المركزي الأوروبي سيقدم على رفع أسعار الفائدة بمقدار ٥٠ نقطة أساس أخرى. ولكن في هذا الموقف الاستثنائي حيث يتخذ البنك المركزي الأوروبي قراره بشأن سعر الفائدة في اليوم التالي لاتخاذ بنك الاحتياطي الفيدرالي لقراره بخصوص نفس الشأن، كما وسيجتمع الأعضاء في نفس الوقت مع بنك إنجلترا. نظراً لأن الولايات المتحدة هي أكبر شريك تجاري، فيمكن تفهم أن يدرس البنك المركزي الأوروبي ما يفعله الاحتياطي الفيدرالي عندما يقرر السياسة. 

وبطبيعة الحال، يعد فارق أسعار الفائدة بين منطقة اليورو والولايات المتحدة، هو المحرك الرئيسي لزوج اليورو مقابل الدولار الأميركي. ولكن ليس فقط سعر الفائدة هو المحرك، فيجب أن يؤخذ معدل التضخم بعين الاعتبار كذلك، لأنه عامل مهم للمستثمرين. وخاصة الآن في ظل أسعار الفائدة المرتفعة جداً والمتنوعة عبر العالم. 

ما هو العائد الحقيقي على الاستثمار؟ 

يبلغ سعر الفائدة لدى البنك المركزي الأوروبي في الوقت الحالي ٢.٠٪، وضعف النسبة أي ٤.٠٪ لدى البنك الاحتياطي الفيدرالي. لكن علينا أن نأخذ التضخم في الاعتبار. ولكن هنا لا نشير إلى التضخم الأساسي، على الرغم من أن هذا هو المقياس المفضل من قبل البنوك المركزية. فالمستثمرون يعنيهم القيمة الفعلية لأموالهم، مع مراعاة أكبر عدد ممكن من العوامل. 

فقد أعلن عن وصول التضخم في نوفمبر في منطقة اليورو إلى ١٠٪ ورغم إنه رقم أولي، لكن الرقم النهائي لا يختلف كثيراً في العادة، بينما سجل التضخم في الولايات المتحدة ٧.١٪. لذلك، هناك فارق قدره ٢.٠٪، أو ٢٠٠ نقطة أساس لصالح الدولار، بالنظر إلى أسعار الفائدة. فضلاً عن وجود فرق نسبته ٢.٨٪ في التضخم. بمعنى أن الاحتفاظ بالديون باليورو سيؤدي بك إلى خسارة أكبر من عقد ديون بالدولار. وعليه فالأفضلية لصالح الدولار. 

الأمر يتعلق بالمستقبل كذلك 

لا يستثمر المستثمرون في الماضي. لذا هم مهتمون بمعرفة ما ستكون عليه الأمور في المستقبل. وإذا كان البنك المركزي يرفع أسعار الفائدة بقوة، فهذا يعني أنه سيخفض التضخم. وهذا ما كان يفعله بنك الاحتياطي الفيدرالي مؤخراً، ويتجه التضخم في الولايات المتحدة بالفعل نحو الانخفاض. لكن البنك المركزي الأوروبي كان أبطأ بكثير في وتيرة رفع أسعار الفائدة، لذلك كان التضخم يرتفع، حيث أدى رقم شهر نوفمبر فقط والغير مؤكد بعد، إلى تغيير هذا الاتجاه. 

ونظراً لأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد دفع بالفعل أسعار الفائدة إلى أعلى، فهناك ارتفاع أقل في المستقبل يتوقع بالنسبة للدولار. في حين أن البنك المركزي الأوروبي لا يزال لديه أكثر من ٢٠٠ نقطة أساس للحاق بالركب، مما يعني أنه يمكنهم الاستمرار في رفع اسعار الفائدة لفترة أطول. خاصة إذا اعتبرنا أن التضخم أعلى الآن، من ذروة الدورة في الولايات المتحدة. بمعنى أن اليورو قد يكون مقوماً بأقل من قيمته الحقيقية في الوقت الحالي، وإذا أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه سيبدأ في إبطاء أسعار الفائدة، بينما يشير البنك المركزي الأوروبي إلى أنه سيواصل التشديد بقوة، فقد لا يصب هذا في صالح اليورو مقابل الدولار الأمريكي. 

عوامل أخرى لا يجب إغفالها 

تمكنت أوروبا من خفض استهلاك الطاقة بحوالي ٢٠٪. والطاقة هي المحرك الأكبر للتضخم في الاقتصاد المشترك. وحتى الآن، لم يتعثر الإنتاج الصناعي، تاركاً منطقة اليورو مع الناتج الإجمالي المحلي الإيجابي، وتوقعات بأن الربع الرابع سيظهر كذلك نمواً في الناتج الاجمالي المحلي. وهذا الأمر يمنح البنك المركزي الأوروبي مساحة أكبر لمواصلة رفع سعر الفائدة، على عكس البنوك المركزية الأخرى. 

ولهذا السبب هناك فرصة لرفع مفاجئ من قبل المركزي الأوروبي بمقدار ٧٥ نقطة أساس، مما قد يضيق فجوة أسعار الفائدة ويدفع اليورو للارتفاع مقابل الدولار الأمريكي. ومن ناحية أخرى، إذا طابق الاحتياطي الفيدرالي برفع ٥٠ نقطة أساس، فهناك أيضاً تغيير جيد يتمثل في أن لاجارد ستكون متشددة للغاية، مما قد يدعم اليورو كذلك. فضلاً عن أن التعليقات الحذرة من البنك المركزي الأوروبي في هذه المرحلة ستعد مفاجأة للأسواق. 

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية 

تداول زوج اليورو-دولار بفروقات سعرية تصل إلى صفر!

Leave A Reply

Your email address will not be published.