اجتماع الفيدرالي الأمريكي المرتقب
تنتظر الأسواق قرار الفيدرالي الأمريكي مساء الأربعاء الساعة 6 م بتوقيت جرينتش ومن المتوقع أن تشهد الأسواق تقلبات قوية في أعقاب الإعلان عن القرار وبيان الفائدة والمؤتمر الصحفي لمحافظ الفيدرالي الأمريكي “جيروم باول” في الساعة 6:30 م بتوقيت جرينتش. وإليكم أبرز النقاط المتعلقة بهذا القرار وتوقعاتها.
مستويات الفائدة
من المتوقع أن يقوم الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس من 1.75% إلى 2.5% ليواصل مسيرة التشديد النقدي الذي بدأها منذ مارس الماضي ويعد هذا ثاني قرار برفع الفائدة بمقدار 0.75% إذا تم رفعها إلى 2.5%.
الأسواق لا تستبعد أن يقوم الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة بنحو 1% هذا الاجتماع وبالرغم من أنه احتمال ضعيف إلا أنه لن يكون مفاجئاً للأسواق.
ولهذا ستركز الأسواق على بيان الفائدة وتصريحات “جيروم باول” لمراقبة ما إذا كان الفيدرالي سيفضل الإبقاء على نبرته الإيجابية والاستمرار في وتيرة التشديد النقدي الحالية خلال سبتمبر أم أنه سيشير إلى أنه سيقوم برفع الفائدة خلال النصف الثاني ولكن بوتيرة أقل من الوتيرة الحالية مما سيكون له تأثير سلبي على الدولار الأمريكي وتأثير إيجابي على الذهب والأسهم.
الوضع الاقتصادي وتأثيره على توجهات الفيدرالي
شهد الاقتصاد الأمريكي تباطؤ ملحوظ خلال النصف الأول من العام مصحوب بتراجع ثقة المستهلك والمخاطر الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية وأبرزها ارتفاع أسعار السلع والطاقة والتي دفعت مستويات التضخم إلى أعلى مستوياتها في 40 عام. ولهذا من المتوقع أن نشهد انكماش آخر للنمو الاقتصادي مما يعني أن الاقتصاد الأمريكي قد انزلق في حالة من الركود بشكل رسمي.
وقد يفضل الفيدرالي الأمريكي الاستمرار في رفع الفائدة بالرغم من تباطؤ النمو إذا أنه يولي مستويات التضخم المرتفعة أهمية أعلى من معدلات النمو نظراً لأنه يرى أن مخاطر ارتفاع التضخم إلى مستويات قياسية أهم من تباطؤ النمو بشكل طفيف خاصة وإن أداء سوق العمل لا يزال إيجابياً.
ولهذا في حال وصلت معدلات التضخم إلى ذروتها وبدأت في التباطؤ قد نشهد إنهاء الفيدرالي الأمريكي وتيرة التشديد النقدي، ومن المتوقع أن يتم ذلك خلال نهاية النصف الثاني من العام المقبل على أن تصل مستويات الفائدة إلى 3.5%.